كانت البداية فنية بحتة، حين تعرّفت كارمن لبّس إلى زياد الرحباني عبر أحد المعارف بهدف المشاركة في مسرحيته الشهيرة فيلم أميركي طويل. لم تكن تعلم حينها أن هذا اللقاء سيشكل انطلاقة لعلاقة إنسانية وفنية امتدت لأكثر من 15 عامًا، شاركت خلالها في أعماله المسرحية مثل نزل السرور، بخصوص الكرامة والشعب العنيد، ولولا فسحة الأمل، لتصبح جزءًا من فرقته ومحيطه.
زواج "أمام الله"
رغم أنهما لم يوثّقا زواجهما رسميًا، وصفته كارمن بأنه كان "زواجًا أمام الله"، مؤكدة:
"كتبنا تعهّد بين بعض، وتزوجنا أمام الله، ولم نسجّل الزواج على ورقة."
هذا الرباط، الذي لم يُعترف به مدنيًا أو قانونيًا، جمعهما كعاشقين وشريكين في الفن والحياة.

أسباب الانفصال: خسائر المسرح وصمت المشاعر
في حوار تلفزيوني سابق مع الإعلامي محمد قيس على قناة المشهد، فتحت كارمن قلبها لتتحدث بصراحة عن أسباب انفصالها عن زياد الرحباني.
قالت إن المال كان عاملاً أساسياً في التوتر، حيث كان هناك توقع بأن تدرّ المسرحيات أرباحًا، لكنها في الواقع كانت خاسرة. ورغم ذلك، رفضت الخوض في تفاصيل هذه الخسائر.
أما على المستوى الشخصي، فأشارت إلى أن المحيطين لم يكونوا داعمين للعلاقة، بل ساهم بعضهم في تعقيد الأمور. وأضافت أنها لم تكن ناضجة كفاية للتعبير عن احتياجاتها في العلاقة، وكانت تعتقد أن زياد "سيفهم من تلقاء نفسه"، لكنها اليوم تدرك أهمية الوضوح في التعبير.
وعن نهاية العلاقة، وصفتها بأنها كانت مؤلمة للغاية، مؤكدة أن الانفصال لم يكن بسبب خلاف معيّن، بل نتيجة شعورها العميق بأن الاستمرار أصبح مستحيلاً.

خيانة الأصدقاء بعد الانفصال
من أكثر الأمور التي أثّرت في كارمن، كانت خيانة الأصدقاء المشتركين بعد الانفصال.
"أشخاص أكلوا وشربوا في بيتي 15 سنة، كنت أطبخ لهم وأهتمّ بهم وكأنهم من عائلتي، لم يتصل أحد ليسأل: هل أنتِ بخير؟"
"عندي ثقة فيك"… الأغنية التي كتبها زياد لها
في لقاء خاص على قناة LBC مع ديما صادق، شاركت كارمن ذكريات من علاقتها بزياد، متطرقة إلى جوانب من حياتهما في ما كانت تُسمى بـ"المركز"، وهو مكان يجمع بين السكن والعمل الفني، غرفة واحدة تحتوي على بيانو، ملفات موسيقية، وأثاث بسيط.
قالت:
"ما كان بيت حقيقي، نصّه مكتب... كنا نعيش فيه تحت ضغط، لكنه ما كان المشكلة بحد ذاته."
زياد بدوره تحدث عن طبيعة العلاقة المؤقتة التي استمرت لأكثر من عشر سنوات، قائلًا مازحًا:
"كم سنة إله حق المؤقت يكون مثلاً؟"
وحين سألها عن أغنية "عندي ثقة فيك" التي كتبها لها، ردت كارمن مبتسمة:
"قدّمت لي إياها بأول سنتين غرام... طبعًا كانت إلي."
تقدير دائم لفنه رغم النهاية
رغم الانفصال، لم تتوقف كارمن عن الإشادة بموهبة زياد الفريدة، مؤكدة:
"هو مش بس موسيقي، هو فنان عنده إحساس ما حدا بيقدر ينقله زيه."
وفي ختام حديثها، قالت:
"بتمنى يضل مكمّل، يشتغل موسيقى، لأننا بحاجة لهالنوع من الفن اللي هو بيقدّمه."

عتاب الجمهور بعد رحيل زياد
بعد وفاة زياد الرحباني، عبّر عدد من المتابعين عن عتبهم على كارمن لبّس بسبب غيابها عن لحظاته الأخيرة، متسائلين عن دورها في دعمه خلال الفترة الأصعب في حياته.
دلال كرم... حب آخر في حياة زياد
من جانب آخر، برز اسم دلال كرم كإحدى الشخصيات النسائية التي تركت أثرًا عميقًا في وجدان زياد الرحباني ومسيرته.
تعرف إليها خلال كواليس ميس الريم، لتبدأ بينهما علاقة حب استثنائية عبّر عنها زياد في أغنيته الشهيرة "مربى الدلال"، وفي أعمال أخرى مثل بصراحة، بلا ولا شي، وعايشة لوحدها بلاك، حيث امتزج العتب بالحب، والحنين بالألم.