ما هي الساعة البيولوجية ، وما علاقتها بالنوم؟
بالتأكيد ان الجميع يعرف الساعة البيولوجية الموجودة في الجسم، لكن البعض قد لا يعلم أين توجد بالضبط وكيف تعمل ، في هذا التقرير سنوضح لكم كيف تعمل هذه الساعة وما علاقتها بالنوم وما هي تأثيرات اختلالها على حياة الإنسان.إن الساعة البيولوجية هي ساعة داخلية رئيسية موجودة في الدماغ و مسؤولة عن جميع الساعات الإيقاعية في جسم الكائن الحي وعن تزامنها وتوازنها، وهي تعمل ذاتياً على مدار أربعة وعشرين ساعة وتتحكم في العديد من العمليات المرتبطة بنشاط الانسان وحيويته، كما أنها تتحكم في دورة النوم والاستيقاظ وفي درجة حرارة الجسم والجوع والشبع، وكذلك تساعد على تنظيم افراز الهرمونات وتحافظ على إيقاع الجسم اليومي .تعتبر الساعة البيولوجية ساعة مُعقدة جداً متكونة من سلسلة من الساعات الإيقاعية التي يسيطر عليها الدماغ من خلال هرمون الميلاتونين الذي تفرزه غدة صمّاء صغيرة موجودة في المخ فوق العصب البصري تسمى الغدة الصنوبرية، وتُدار هذه الساعة باستخدام حوالي عشرين ألف خلية عصبية.وعلى الرغم من كون الجينات والبروتينات تُحدّد بشكل عام الإيقاعات الفردية، إلا أن العوامل الخارجية المتعلقة بالضوء والظلام لها تأثير كبير على كيفية معرفة الجسم للوقت، حيث يتم منع إنتاج الميلاتونين عندما تكتشف شبكية العين الضوء ، ويتم تحفيزها في غيابه، إذ تُرسل خلايا مُستقبلات الضوء في شبكية العين إشارات إلى الساعة البيولوجية للجسم، ثم تنتقل هذه الإشارات إلى الغدة الصنوبرية.تتأثر الساعة البيلوجية بشكل مباشر بفعل التغيرات البيئة المُحيطة ، واي اختلال فيها يؤثر على العديد من الأمور الحيوية والصحية لجسم الإنسان وعلى القيام بوظائفه بشكلٍ سليمٍ، فحين تعمل هذه الساعة بسرعةٍ أو ببطءٍ قد تؤدي إلى إيقاعاتٍ غير طبيعية، وقد تم ربط الإيقاعات غير المنتظمة لِساعة الجسم الداخلية بمختلف الظروف الصحيّة المزمنة التي قد تواجه الإنسان ،فحين تعمل ساعة الجسم الداخلية بطريقة غير صحيحة، أو عند عدم أخذ الكفاية من النوم ينتج عدة مشاكل، مثل اضطرابات النوم ، زيادة الوزن أو نقصانه ، مرض السكري ، الاكتئاب ، ومشاكل في ذاكرة والتفكير، وغيرها العديد من الأمور.وعلى سبيل المثال، فإن العمل بنظام المناوبات أو الرحلات الجوية الطويلة والمتكررة، يتضمّن اختلاف في الروتين اليومي للجسم مما يؤدي الى تغيراتٍ سريعةً في مقدار وطبيعة الضوء الذي نتعرض له، ونحن لسنا مستعدين وراثيًا للتكيف بسرعةٍ مع تلك الأمور، وبالتالي يتم بناء ساعات أجسامنا لمقاومة مثل هذه التغييرات السريعة.بعض الأشخاص يحظون بمرونة التكيف مع النوم بمختلف الأوقات، ولكن يوجد آخرون لا يستطيعون التكيف مع تغيير أوقات النوم ويصل الأمر بهم إلى الأرق او المرض إذا ناموا بوقت غير المُعتاد عليه، لذلك قد يعاني هؤلاء الناس من اضطرابات النوم، والتي تعرف بأختلاف الساعة البيولوجية لجسم الانسان.وليس البشر وحدهم من يتأثرون باختلاف الساعة البيولوجية بل حتى الحيوانات والنباتات لديها ساعات تُملي عليها إيقاعات مُعينة عندما ترتفع الشمس في الصباح وعندما تغرب مساء، وعلى سبيل المثال، تطير الطيور جنوباً في فصل الشتاء بناء على إيقاعات الساعة البيولوجية، والتي تتكيف مع التغيرات في درجات الحرارة وتناقص كمية ضوء الشمس يومياً، كما تعمل الإيقاعات الداخلية على دفع النباتات إلى فتح أوراقها عند الفجر وإغلاقها ليلاً، كما أنها تحدد متى تتفتح الزهور موسمياً.