ويمكن أن تساعد التغييرات في نمط الحياة على تقليل خطر الإصابة بالخرف وتأخير التدهور المعرفي؛ يمكن أن تكون بعض هذه التغييرات سهلة مثل التقاط لغز الكلمات المتقاطعة كل يوم.
وبينما لا يمكن التغلب على العديد من عوامل الخطر، يمكن أن تقلل خيارات نمط الحياة من خطر الإصابة بهذه الحالة في وقت لاحق من الحياة.
ومن بين الأمراض المرتبطة بالتدهور الإدراكي، غالبًا ما يُثير الخرف القلق الأكبر. ويُصيب هذا المرض 5-8% من الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا فأكثر.
ووفقًا لكليفلاند كلينك، تشير تقديرات الأبحاث إلى أن نصف سكان العالم، الذين تبلغ أعمارهم 85 عامًا فأكثر يعانون من شكل من أشكال الخرف.
ويُضعف الخرف الذاكرة واللغة والمنطق والتنسيق والمزاج والسلوك، مما يُؤثر سلبًا على جودة حياة أي شخص وحياة من يُقدمون له الرعاية.

وفي حين أن الدليل المناسب غير متوفر حتى الآن، يبدو أن هناك صلة بين الأشخاص الذين يظلون نشيطين عقليا ويتحدون أنفسهم بانتظام والحد من حالات الخرف.
ووفقا لإرشادات جمعية الزهايمر، فإن الحفاظ على عقلك نشطا من المرجح أن يقلل من خطر الإصابة بالخرف.
ويتم حاليا إجراء دراسات طويلة المدى من أجل الحصول على المزيد من الأدلة الملموسة للعلاقة بين البقاء نشطا عقليا وخطر الإصابة بالخرف، لكن التوقعات واعدة.
وتقول جمعية الزهايمر: "يبدو أن تحدي نفسك عقليا بشكل منتظم يؤدي إلى بناء قدرة الدماغ على التعامل مع المرض. وطريقة واحدة للتفكير في الأمر هي "استخدمه أو افقده".
ومن المهم أن تختار شيئا تستمتع به، كي لا يصبح من واجبات المواظبة على ذلك والقيام به لبضع دقائق كل يوم.

وإذا كنت تعتبر نفسك قليل الكلام ولديك معرفة عامة جيدة، فحاول حل لغز الكلمات المتقاطعة يوميا.
ويمكن أن يؤدي تعلم لغة جديدة أيضا إلى تحفيز عقلك وتحديه؛ إذا ذهبت إلى الفصول الدراسية، فقد تكون أيضا فرصة للتواصل الاجتماعي والتعرف على أشخاص جدد.
ويعد حضور الاختبارات طريقة رائعة لاختبار معرفتك واستعراض عضلات ذاكرتك.
وتعتبر ممارسة ألعاب الورق وألعاب الطاولة طريقة أخرى لتنشيط عقلك، وتذكر القواعد والتوصل إلى استراتيجيات جديدة أمر صعب وممتع.
ويمكن للتحدث والتواصل مع أصدقائك وعائلتك أن يبقيك نشيطا ويساعد على صد مشاعر الوحدة والاكتئاب التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالخرف.
وتعتبر ممارسة الرياضة البدنية بانتظام من أفضل الطرق لتقليل المخاطر، كما أنها تقلل من فرص الإصابة بأمراض القلب.
وإذا لم تكن مستعدا لجلسة صالة رياضية شاقة، فإن المشي أو ركوب الدراجة أو القيام بأعمال البستنة يمكن أن تصب في أهداف التمرين.
وسبق أن استضاف برنامج "توداي" عالمة الأعصاب ويندي سوزوكي، أستاذة علوم الأعصاب في "جامعة نيويورك"، حيث شاركت عاداتها الحياتية المفضلة لتقليل خطر الإصابة بالخرف.
ومؤخرًا قدمت بروفيسورة سوزوكي نصيحة مفاداها أن تمارين الكارديو هي أفضل تمرين لتقليل خطر الإصابة بالخرف، مشيرة إلى أن نتائج الأبحاث أظهرت أن التمارين الهوائية تُقدم أكبر الفوائد لصحة الدماغ على المدى الطويل.ومع أن تمارين القوة تُساهم أيضًا في إطالة العمر، فقد أوضحت بروفيسورة سوزوكي أنه قد ثبت أن تمارين الكارديو "ترفع معدل ضربات القلب" بما يُعزز "عوامل النمو التي يمكن أن تُساعد على نمو الحُصين، وتحسين الذاكرة وتحسين قشرة الفص الجبهي".
وأضافت أنه "في كل مرة يُحرك الإنسان فيها جسمه، تُطلق كمية كبيرة من المواد الكيمياوية العصبية، والتي أُطلق عليها اسم "حمام فقاعات المواد الكيمياوية العصبية للدماغ".
ومن المتوقع أن يتضاعف عدد كبار السن المصابين بالخرف بحلول عام 2060. لكن أظهرت الأبحاث الحديثة أن أسلوب الحياة يمكن أن يكون أكثر فعالية مما كان يُعتقد سابقًا في الوقاية من الخرف. وكشفت نتائج تجربة سريرية، هي الأولى من نوعها، أن ممارسة التمارين الهوائية بانتظام وتمارين الدماغ واتباع نظام غذائي صحي، جميعها لها فوائد عظيمة في الحد من خطر الإصابة بالخرف، وربما حتى خفضت أعمار أدمغة المشاركين بما يصل إلى عامين.

كيفية البدء
• الحصول على قسط كافٍ من النوم: النوم لمدة ثماني ساعات كل ليلة والاستيقاظ في نفس الوقت كل يوم. تشير الأبحاث إلى أن النوم أقل من خمس أو ست ساعات ليلاً يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالخرف بنسبة 30-50%، مقارنةً بمن ينامون سبع أو ثماني ساعات ليلاً.
• التأمل: يُقلل التأمل من ضغط الدم ومستويات القلق، وهما عاملان من عوامل خطر الإصابة بالخرف.
• اتباع نظام غذائي صحي: إعطاء الأولوية لنظام غذائي غني بالدهون الصحية والحبوب الكاملة والخضراوات، ومنخفض في الأطعمة فائقة المعالجة يساعد على تحسين صحة الدماغ.
• الحفاظ على العلاقات الاجتماعية: إن التواجد بشكل منتظم وسط الأقارب والأصدقاء يُنشّط العقل. قالت بروفيسورة سوزوكي إن الصداقات تمثل "جزءا من معادلة صحة الدماغ".