تروّج الحكومات وشركات السيارات حول العالم للسيارات الكهربائية على أنها الحل الأمثل لمواجهة التغير المناخي وتقليل الاعتماد على النفط، إذ تَعِد هذه التقنية بتقليل الانبعاثات الضارة ودعم التحول نحو طاقة نظيفة.
وفي هذا السياق، أعلنت شركات كبرى مثل جنرال موتورز أنها ستتوقف عن إنتاج السيارات التي تعمل بالبنزين بحلول عام 2035، بينما تخطط فولفو لأن تكون سياراتها الكهربائية بالكامل بحلول 2030.
لكن، ورغم التفاؤل الكبير، تُثار تساؤلات متزايدة: هل السيارات الكهربائية فعلاً صديقة للبيئة؟
التأثير البيئي.. إنتاج وشحن
يرى أغلب الباحثين أن السيارات الكهربائية، بشكل عام، أقل ضرراً على المناخ من السيارات التقليدية، لكنها ليست خالية تماماً من الانبعاثات. فمصدر الكهرباء المستخدمة في الشحن يلعب دوراً أساسياً؛ فكلما اعتمدت الشبكة الكهربائية على الفحم أو الوقود الأحفوري، قلّت فائدة المركبات الكهربائية من الناحية البيئية.

فعلى سبيل المثال:
تنتج سيارة شيفروليه بولت الكهربائية نحو 189 غراماً من ثاني أكسيد الكربون لكل ميل.
بينما تنتج سيارة تويوتا كامري العاملة بالبنزين 385 غراماً.
وتصل انبعاثات شاحنة فورد F-150 إلى 636 غراماً.
أما في المناطق التي تعتمد بشكل كبير على الفحم لتوليد الكهرباء، مثل الغرب الأوسط الأميركي، فإن تأثير السيارة الكهربائية قد يكون مشابهاً أو أسوأ قليلاً من السيارات الهجينة مثل تويوتا بريوس.
التحدي الأكبر.. البطاريات
تُستخدم في السيارات الكهربائية بطاريات ليثيوم أيون، والتي تتفوق في سعتها مقارنةً ببطاريات الرصاص القديمة. ومع ذلك، فإن معدل إعادة تدوير بطاريات الليثيوم لا يتجاوز 5% في الولايات المتحدة، مقارنةً بـ99% لبطاريات الرصاص الحمضية.
وتحتوي هذه البطاريات على معادن ثمينة يمكن إعادة استخدامها، لكن عمليات التدوير الحالية قد تستهلك كميات كبيرة من المياه أو تُنتج ملوثات، بحسب التقنية المستخدمة.
هل يمكن استخدام البطاريات بعد انتهاء عمر السيارة؟
بحسب الخبراء، يمكن لبطاريات السيارات القديمة التي تفقد جزءاً من كفاءتها أن تُستخدم في تخزين الطاقة الشمسية، خاصة في المنازل والمنشآت، حيث لا يشكّل انخفاض الأداء عائقاً كبيراً.
وتجري حالياً شركات مثل نيسان وبي إم دبليو تجارب على هذا النوع من الاستخدام. كما أعلنت جنرال موتورز أنها تأخذ في الاعتبار الاستخدام طويل الأمد عند تصميم البطاريات.
مع تطوير تقنيات الفحص والترقية، قد تصبح هذه البطاريات حلًا فعالاً لتخزين الطاقة المتجددة لمدة تصل إلى عشر سنوات أو أكثر، كما أظهرت دراسة من معهد MIT.
الخلاصة
السيارات الكهربائية خيار واعد للحد من الانبعاثات، لكنها ليست خالية تماماً من التأثير البيئي. مستقبلها يتوقف على:
نظافة الشبكات الكهربائية.
تحسين تصنيع البطاريات.
رفع كفاءة إعادة التدوير.
توسيع استخدام البطاريات القديمة في التخزين.
التحول نحو النقل المستدام ممكن، لكن يتطلب تخطيطاً واعياً وابتكاراً مستمراً لضمان تحقيق الفوائد البيئية المنشودة.